تشمع الكبد

ماهو تشمع الكبد، وماهي مسبباته، وأعراضه ومضاعفاته، هذا ما سنتحدث عنه في السطور القادمة

المقدمة

يتميز الكبد بقدرته على تجديد الخلايا التالفة باستمرار، لكن التعرض المستمر للعوامل التي تسبب تلف الخلايا، مثل الإفراط في شرب الكحول، أو الالتهاب الفيروسي المزمن يؤثر بشكل سلبي، مسبباً تشمع الكبد وذلك بتكون أنسجة ندبية محل الأنسجة السليمة؛ مما يمنع تدفق الدم إلى الكبد، وبالتالي عجزه عن القيام بوظائفه الأساسية.

تعريف تليف الكبد و تشمع الكبد

تليف الكبد (بالإنجليزية: Liver fibrosis) يعرف على أنّه تطوّر ندوب في الكبد استجابةً للأضرار المُتكررة التي يتعرّض لها نتيجة تأثره بأمراض الكبد المُزمنة، إذ يترتب على هذه الأضرار تراكم بروتين الكولاجين والأنواع الأخرى من البروتينات المصفوفة خارج الخلية.

بينما تشمع الكبد (Liver cirrhosis) هو مرحلة متأخرة من تليف الكبد (Liver fibrosis) غير المعالج والذي يكون ناتج عن العديد من أمراض وحالات الكبد، مثل: التهاب الكبد، وإدمان الكحول

أعراض تشمع الكبد

  • اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)، وهو اصفرار بالجلد والعينين.
  • اضطرابات النوم
  • ضعف التركيز والإنتباه.
  • الشعور بالتعب والإرهاق
  • صعوبة التفكير، والارتباك، إضافة إلى تغيرات شخصية.
  • سهولة النزف.
  • ظهور الكدمات.
  • حكة شديدة بالجلد.
  • لون البول غامق.
  • ظهور الوذمة (بالإنجليزية: (Edema) في الساقيين، والقدمين، والكاحل.
  • استسقاء بطني (بالإنجليزية: Ascites) وهي انتفاخ البطن نتيجة تراكم السوائل فيه.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • وجود ألم خفيف في الجهة العلوية على يمين البطن .
  • فقدان الوزن دون مبرر.
  • ضعف الشهية.

أسباب تشمع الكبد

  • إدمان الكحول حيث يؤدي إلى مرض الكبد الكحولي (بالإنجليزية: Alcoholic fatty liver)
  • الاستخدام الخاطئ لبعض أنواع من الأدوية؛ مثل الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: (Corticosteroids)، أو الأدوية المُستخدمة في علاج مرض السّل (بالإنجليزية:Tuberculosis)
  • اضطراب التمثيل الغذائي؛ مثل داء ترسب الأصبغة الدموية (بالإنجليزية: Hemochromatosis) والذي يتمثل بتراكم الحديد في الجسم، أو مرض ويلسون (بالإنجليزية: Wilson disease) الذي يُمثل اضطرابًا وراثيًّا تتراكم فيه الكميات الزائدة من النحاس في الجسم؛ خاصّة في الكبد، والدماغ، والعينين، وتتمثل الصفة الأولية لهذا المرض لدى الأطفال والشباب بتطوّر اضطرابات الكبد..
  • التهاب الكبد الفيروسي “ب” (بالإنجليزية: Viral hepatitis B). التهاب الكبد الفيروسي “سي” (بالإنجليزية: Viral hepatitis C)، والتي تُعدّ سببًا شائعًا للإصابة بالتليف في العديد من أنحاء العالم، ومن الجدير ذكره أنّ الفيروس المُسبّب لهذا المرض ينتقل من شخصٍ لآخر عن طريق التعرّض لدم أو نواتج دم شخص مُصاب بالفيروس، وقد يحدث ذلك أثناء تعاطي المُخدرات أو حقن الأدوية باستخدام إبر ملوثة.
  • مرض الكبد الدهنيّ غير الكحوليّ (بالإنجليزية: (Nonalcoholic fatty liver)
  • أو مرض التهاب الكبد الدهني اللاكحولي (بالإنجليزية: Nonalcoholic steatohepatitis)، وكما يُظهر الاسم فإنّ هذه الحالات غير مُرتبطةٍ بشرب الكحول بصورةٍ أساسية وإنما تحدث لأسبابٍ وعواملٍ أخرى، وتزداد احتمالية الإصابة بهذه الحالة لدى من يُعانون من متلازمة الاضطرابات الأيضية (بالإنجليزية:Metabolic syndrome) إذ تحدث في الغالب لدى الأشخاص الذي يُعانون من السّمنة، أو مرض السكري (بالإنجليزية:(Diabetes mellitus) أو مرحلة ما قبل السكري( بالإنجليزية: Prediabetes)، أو ارتفاع مستويات الكوليسترول أو الدهون في الدم، وفي سياق الحديث عن متلازمة الأيض يُشار إلى ازدياد احتمالية الإصابة بها مؤخرًا في العديد من دول العالم، ويُشار إلى أنّه ومع ارتفاع معدلات السّمنة في دول العالم المُتقدّم فإنّ حالة مرض الكبد الدهنيّ غير الكحوليّ شكلت سببًا رئيسيًا للإصابة بتليف الكبد، وبالرغم من ذلك إلّا أنّ القليل فقط من المرضى الذين يُعانون من مرض الكبد الدهنيّ غير الكحوليّ تطوّر لديهم حالات شديدة من تليف الكبد.
  • التليف الكبدي الخلقي (بالإنجليزية: Congenital hepati fibrosis) ويُشار إلى أنّها أحد الأمراض النادرة التي تظهر لدى الطفل عند الولادة، ومن النادر أن تحدث هذه الحالة كمشكلة وحدها، بل إنّها تكون مُرتبطةً في العادة مع حالاتٍ أخرى؛ تحديدًا اعتلال الأهداب الخلوية (بالإنجليزية: Ciliopathy) التي تؤثر في الكلى، فيما يُعرف بالداء الكيسي الليفي في الكلى والكبد (بالإنجليزية: Hepatorenal fibrocystic diseases) مشاكل تدفق الدم سواء من الكبد أو إليه، كحالات الإصابة بمتلازمة بود كياري ( بالإنجليزية: Budd-Chiari Syndrome)، أو القصور القلبي، أو تخثر الوريد البابي (بالإنجليزية: Portal vein thrombosis )
  • أمراض المناعة الذاتية التي تُصيب الكبد، مثل التهاب الكبد ذاتي المناعة (بالإنجليزية Autoimmune hepatitis) أو تشمّع المرارة الأوليّ (بالإنجليزية Primary biliary cirrhosis)
  • استخدام أنواع مُعينة من الأدوية؛ مثل الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids)، أو الأدوية المُستخدمة في علاج مرض السّل (بالإنجليزية:Tuberculosis)
  • اضطراب التمثيل الغذائي؛ مثل داء ترسب الأصبغة الدموية (بالإنجليزية: Hemochromatosis) والذي يتمثل بتراكم الحديد في الجسم، أو مرض ويلسون (بالإنجليزية (Wilson disease) الذي يُمثل اضطرابًا وراثيًّا تتراكم فيه الكميات الزائدة من النحاس في الجسم؛ خاصّة في الكبد، والدماغ، والعينين، وتتمثل الصفة الأولية لهذا المرض لدى الأطفال والشباب بتطوّر اضطرابات الكبد..

مضاعفات تشمع الكبد

سرطان الخلية الكبدية

سرطان الخلية الكبدية (Hepatocellular carcinoma) إذ يسبب تشمع الكبد زيادة نسبة الإصابة بسرطان الكبد.

الاعتلال الدماغي الكبدي

الاعتلال الدماغي الكبدي( Hepatic encephalopathy)، الذي ينتج عن زيادة في مستوى الأمونيا وغيرها من المواد الضارة في الدم، والذي يُعزى إلى فشل الكبد في إزالتها والتخلص منها، مما يؤثر في وظيفة الدماغ، ويسبب العديد من الأعراض؛ أهمها صعوبة التركيز، وفقدان الذاكرة، وانخفاض مستوى الوعي لدى المصاب، وفي الحالات الشديدة تؤدي إلى الغيبوبة ثم الموت.

المتلازمة الكبدية الكلوية

المتلازمة الكبدية الكلوية ( Hepatorenal syndrome) وهي خلل في فعالية الكلية وعجزها عن القيام بوظيفتها نتيجة حدوث تغير في تدفق الدم عبر الكلية؛ مما يسبب تراكم المواد السامة في الجسم.

المتلازمة الكبدية الرئوية

المتلازمة الكبدية الرئوية ( Hepatopulmonary syndrome) التي تتلخص بحدوث نقص في تدفق الدم في الأوعية الدموية المُتصلة بالحويصلات الهوائية؛ مما يقلل كمية الأكسجين الداخلة إلى الرئتين، مسبباً ضيق في التنفس خاصة عند بذل مجهود، ويعزى ذلك إلى إفراز بعض الهرمونات في الحالات المتقدمة لتشمع الكبد.

التهاب الصفاق الجرثومي العفوي

التهاب الصفاق الجرثومي العفوي
( Spontaneous bacterial peritonitis) هي حالة ناتجة عن تجمع السوائل في البطن؛ مما تجعله وسط ملائم لتجمع البكتيريا وحدوث التهاب، وقد يرافقه بعض الأعراض، مثل: ألم البطن، والإسهال، والحمى، والنفضان (بالإنجليزية: Chills) وفي بعض الأحيان لا توجد أي أعراض تدل عليه.

استسقاء بطني أو الوذمة

الذي ينتج عن تراكم السوائل في منطقة البطن وتسبب استسقاء بطني بالإنجليزية، وقد تتجمع السوائل في القدمين وهو ما يطلق عليه بالوذمة

اضطرابات تخثر الدم

اضطرابات تخثر الدم( Coagulation disorders) أحد مضاعفات تشمع الكبد، والذي يُسبب خللاً في تجلط الدم؛ مما يؤدي إلى حدوث جلطات، أو نزف، والوفاة في بعض الحالات.

فرط ضغط الدم البابي والدوالي

ينقل الوريد البابي الدم من الطحال والأمعاء إلى الكبد، ويؤدي انتفاخ الأوردة الموجودة بالمريء والمعدة إلى ارتفاع ضغط الوريد البابي، ومن الممكن حدوث تمزق بالدوالي؛ مما يؤدي إلى الجلطات أو فقدان الدم الشديد.

تضخم الطحال

بالإنجليزية: (Hypersplenism) نتيجة لارتفاع ضغط الدم في الشريان البابي، وما يسببه من إعاقة تدفق الدم وخروجه من الطحال؛ مما يؤدي إلى تضخم الطحال لاحتباس الدم فيه، ويرافق ذلك عادة ألم بالبطن، وفقر الدم، وقلة الصفيحات (بالإنجليزية: Thrombocytopenia

التشخيص

في معظم الحالات يتم التشخيص المبدئي من حلال الاعراض والعلامات الظاهرة على المريض والتي يشكوا منها وهنالك تحاليل اخرى تساعد في التأكد وهما كما يلى :

1.الفحوصات المخبرية.

يحتاج الطبيب إلى إجراء تحليل الدم بحثًا عن أي علامات لاضطراب وظائف الكبد، مثل زيادة نسبة البيليروبين، أو بعض الإنزيمات التي قد تدل نسبتها على وجود مشكلة في الكبد. ولتحديد وظائف الكلى، نبحث في الدم على نِسَب الكرياتينين. ستخضع كذلك لفحوص فيروسات الالتهاب الكبدي الوبائي. تُفحَص أيضًا النسبة الدولية المطبعة لتحديد قدرة سرعة تجلط دمك ( E.S.R )
وبناءً على نتائج تحليل الدم، سيتمكن طبيبك من تشخيص السبب الكامن لتليُّف الكبد. كما أن بإمكانه كذلك الاعتماد على تحاليل الدم لتحديد درجة التليُّف.

2.اختبارات التصوير.

 يمكن استخدام التصوير الهندسي بالرنين المغناطيسي (MRE). حيث يستطيع هذا الفحص غير الجراحي المتقدم رصْدَ أي تصلب أو تشنج في الكبد. قد تُستخدَم بعض الفحوصات الأخرى، كالتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي، والموجات فوق الصوتية (U/S).

3. أخذ خزعة (عيِّنة من الخلايا الكبد المصابة).

لا توجد ضرورة لأخذ عينة من الأنسجة (خزعة) في هذا التشخيص. لكن قد يستخدمها الطبيب في تحديد درجة فشل الكبد سببه وحِدَّته.

العلاج

يتوقف علاج التليف على المسبب، وكميه التلف الذي بالكبد. وتكمن أهداف العلاج في التقليل من تطور النسيج المصاب في الكبد، والوقاية من أعراض ومضاعفات التليف أو علاجها. قد تحتاج إلى الإقامة بالمستشفى إذا كنت مصابًا بتلف شديد في الكبد ويتم تصنيف العلاج كما يلى..

جراحة زراعة الكبد

قد يكون زرع الكبد هو الخيار العلاجي الوحيد في المراحل المُتقدِّمة من تليُّف الكبد، وعندما يتوقَّف عن أداء وظيفته. وزرع الكبد هو إجراء يُستبدَل فيه كبدكَ بآخر سليم من متبرِّع متوفًّى، أو جزء من كَبِد متبرع حيٍّ. التليُّف هو واحد من أكثر الأسباب شيوعًا لعملية زرع كبد. يَخضَع المُرشَّحون لزراعة الكبد إلى اختباراتٍ مُكثَّفةٍ؛ لتحديد مدى تمتُّعهم بصحةٍ كافيةٍ للحصول على نتائج جيِّدة بعد الجراحة.
تُشير الدراسات الأخيرة إلى أن الأشخاص المُختارين بعنايةٍ مع وجود تليُّف الكبد الكحوليِّ الحادِّ لديهم مُعدَّلات للبقاء على قيد الحياة بعد عملية الزرع، مماثلة لمستقبِلي الكبد المزروع المُصابين بأنواع أخرى من أمراض الكبد.

علاج السبب وراء تليف الكبد

في المراحل الأولى من تليُّفِ الكبِد، قد يكون من الممكِن تقليل الضَّرَر الذي يلحَق بالكبِد إلى الحدِّ الأدنى عن طريق علاج السبب الأساسي. وتتضمَّن الخيارات ما يلي:

علاج إدمان الكحول.

 يجِب على الأشخاص المصابين بتليُّف الكبد نتيجة تَعاطيهم الكحوليات بصورةٍ مُفرطة التوقُّف عن الشُّرب. إذا كان الإقلاع عن شُرب الكحوليات أمرًا صعبًا، فقد يُوصي طبيبك ببرنامجٍ علاجيٍّ لإدمان الكحول. إذا كنتَ مصابًا بتليُّف الكبِد، فمن الضروري التوقُّف عن الشُّرب لأنَّ أيَّ كميةٍ من الكحول تكون سامَّة للكبِد.

فقدان الوزن.

قد يُصبِح الأشخاص المصابون بتليُّف الكبِد الدُّهني غير الكحولي أكثر صحَّةً إذا فقَدوا من أوزانهم وتحكَّموا في مُستويات السُّكر في الدم لدَيهم.
أدوية للسَّيطرة على التِهاب الكبِد. 

أدوية للسيطرة على أسباب وأعراض تليُّف الكبِد الأخرى
 قد تُبطِّئ الأدوية أيضًا أنواعًا مُعيَّنة من تليُّف الكبد. على سبيل المثال، بالنسبة للأشخاص المصابين بتليُّف الكبِد الصَّفراوي الأوَّلي الذي يخضع للتشخيص المُبكِّر، قد تُؤخِّر الأدوية بصورةٍ ملحوظة تطوُّرَ الإصابة بتليُّف الكبد.
ثمَّة أدوية أخرى يُمكن أن تُخفِّف بعض الأعراض مثل الحكَّة والإرهاق والألم. والمُكمِّلات الغذائية لسُوء التَّغذية المرتبِط بتليُّف الكبد والوقاية من ضَعف العظام.
علاج مضاعفات تليف الكبد
على الارجح سنبدأ بعلاج أي مضاعفات تَنتج عن تليُّف الكبد، ويشمل ذلك :

زيادة السوائل في جسدك.

قد يساعد اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم وأدوية لمنع تراكم السوائل في الجسم على السيطرة على الاستسقاء والانتفاخ. قد يتطلَّب تراكم السوائل الأكثر شدة إجراءات لتصريف السائل أو الجراحة لتخفيف الضغط.

فَرْط ضغط الدم البابي.

 بعض أدوية ضغط الدم قد تتحكم في ارتفاع الضغط في الأوردة المغذية للكبد (ارتفاع ضغط الدم البابي) وتمنع حدوث نزيف شديد. سيقوم الطبيب بإجراء التنظير الداخلي العلوي على فترات منتظمة للبحث عن الأوردة المتضخمة في المريء أو المعدة (الدوالي)، والتي قد تنزف.

حالات العدوى.

قد تتناول المضادات الحيوية أو غيرها من العلاجات للتخلص من العدوى. من المحتمل أن يُوصي طبيبك بالتطعيمات ضد الإنفلونزا والتهاب الرئة والتهاب الكبد.

زيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد.

من المرجح أن يُوصي طبيبك بإجراء فحوصات دم دورية وفحوصات بالموجات فوق الصوتية (U/S) للبحث عن علامات الإصابة بسرطان الكبد.
الاعتلال الدماغي الكبدي.(H.E.P)
 قد تُوصف لك أدوية للمساعدة في تقليل تراكم السموم في دمك بسبب ضعف وظائف الكبد.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!